Menu
سجل الآن

إطار عمل مستقبلي للارتقاء بالعلاقات بين المملكة المتحدة وقطر

إطار عمل مستقبلي للارتقاء بالعلاقات بين المملكة المتحدة وقطر

9 ديسمبر 2024

 

وفقًا لمكتب رئيس الوزراء، ومقر رئاسة الوزراء في 10 داونينج ستريت، وعضو البرلمان السير كير ستارمر، المنشور في 4 ديسمبر 2024، وضعت المملكة المتحدة وقطر "إطار عمل مستقبلي" قوي لعلاقاتهما الثنائية خلال زيارة صاحب السمو أمير قطر إلى المملكة المتحدة. حيث استضافه رئيس الوزراء البريطاني في مقر رئاسة الوزراء في 10 داونينج ستريت، وأكد الزعيمان على عمق شراكتهما التاريخية ونموها على مدى العقد الماضي.

يركز الإطار على أربعة ركائز استراتيجية: الأمن والتعاون الاقتصادي والقيادة العالمية والتواصل بين الشعبين. وسيتم الإشراف على هذا الاطار من خلال الحوار الاستراتيجي السنوي بين المملكة المتحدة وقطر، والذي يرأسه وزير الخارجية البريطاني ورئيس وزراء قطر، ومن المقرر عقد الجلسة التالية في ربيع عام 2025.

الجوانب الرئيسية للإطار:

  1. الشراكة الأمنية بين الأجيال

يبرز التعاون الأمني ​​بين المملكة المتحدة وقطر من خلال أسرابهما الجوية المشتركة من طراز تايفون وهوك، مما يمثل أول شراكة من هذا النوع للمملكة المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية. ويهدف الإطار إلى تعزيز القدرات الدفاعية الثنائية، بما في ذلك التعاون الموسع في مجال القوات البرية والأمن السيبراني. ومن الإضافات الجديرة بالملاحظة مذكرة تفاهم جديدة بشأن الأمن السيبراني لتعزيز المهارات والمرونة ضد التهديدات الناشئة. كما اتفق القادة على تعزيز العلاقات الأمنية الداخلية، بما في ذلك التعاون الوثيق بين وزارة الداخلية البريطانية ووزارة الداخلية القطرية.

لقد أسست نجاحات المملكة المتحدة وقطر التعاونية أساسًا قويًا لشراكتهما الأمنية، مما يوفر نموذجًا للتعاون المستقبلي. واستجابة للمشهد الأمني العالمي المتطور، ستعمل الدولتان على تعميق العلاقات كشريكين موثوقين. وتشمل هذه المبادرات تعزيز التعاون العسكري والداخلي والسيبراني.

وتشمل الاتفاقيات الرئيسية ما يلي:

  • توسيع التعاون الدفاعي من خلال شراكات تايفون وهوك.
  • تعزيز العلاقات بين الجيش البريطاني والقوات البرية الأميرية القطرية من خلال شراكة دفاعية برية.
  • جهود بناء القدرات بين الشرطة العسكرية الملكية البريطانية والشرطة العسكرية القطرية.
  • تعزيز القدرات الصناعية الدفاعية من خلال التعاون في سلسلة التوريد ودعم التصدير وتعزيز التصنيع في قطر.

وتهدف هذه المبادرات إلى تعزيز قدرات الأمن الجماعي ومعالجة التحديات الناشئة.

  1. الشراكة الاقتصادية الموسعة

تظل العلاقات الاقتصادية بين البلدين قوية، حيث تتجاوز استثمارات قطر في المملكة المتحدة 40 مليار جنيه إسترليني، وتمتد إلى قطاعات مثل الطاقة والتكنولوجيا وعلوم الحياة والثقافة. ويتماشى التركيز المشترك على النمو المستدام مع أجندة النمو في المملكة المتحدة ورؤية قطر 2030.

وتشمل المبادرات الرئيسية شراكة استثمارية استراتيجية وجهود مشتركة في مجال الطاقة النظيفة والابتكار التكنولوجي. وتؤكد اتفاقية توريد الغاز الطبيعي المسال التي أبرمتها قطر للطاقة لمدة 25 عامًا على التزامها بأمن الطاقة في المملكة المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، ستركز شراكة تكنولوجيا المناخ الرائدة بين رولز رويس وقطر على التقنيات الخضراء، مما يخلق آلاف الوظائف عالية المهارة؛ مع التزام أولي من قطر بقيمة 1 مليار جنيه إسترليني.

تعمل المملكة المتحدة وقطر على تعزيز التعاون في مجال الطاقة والتكنولوجيا والابتكار لقيادة الجهود العالمية في الاستدامة والتنويع الاقتصادي. ستستثمر رولز رويس في برامج التكنولوجيا التي تعمل على تعزيز كفاءة الطاقة والوقود المستدام والحد من الكربون، إلى جانب تعزيز الشركات الناشئة في كلا البلدين والتي تركز على كفاءة الطاقة وإدارة الكربون والطاقة الخضراء. وسيتم تطوير مراكز تكنولوجيا المناخ في جميع أنحاء المملكة المتحدة وقطر، والاستفادة من الخبرات وتمكين الشركات الناشئة للوصول إلى السوق.

وتتضمن الشراكة حوارًا جديدًا في العلوم والابتكار والتكنولوجيا لتعزيز التعاون في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والصحة العالمية. وتشمل المبادرات الرئيسية في هذا الصدد:

  • رفع مستوى الحوار الاستراتيجي بين المملكة المتحدة وقطر مع التركيز على العلوم والتكنولوجيا.
  • إنشاء مجموعة عمل صحية مشتركة للبحث في التحديات الصحية العالمية.
  • إطلاق لجنة أبحاث الذكاء الاصطناعي التي تضم المؤسسات الأكاديمية البريطانية والقطرية.
  • تعزيز أبحاث الجينوم (genomics) وإنشاء أكاديمية الرعاية الصحية الدقيقة لتدريب المهنيين المستقبليين.

بالإضافة إلى ذلك، وقعت الدولتان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في الخدمات المالية، بما في ذلك التكنولوجيا المالية والتمويل الأخضر، واتفقتا على دعم تنمية السياحة في قطر في إطار استراتيجيتها الوطنية الثالثة للتنمية. ويؤكد هذا التعاون المتعدد الأوجه على الالتزام المشترك بالابتكار والنمو المستدام والتقدم الاقتصادي المتبادل.

  1. القيادة المشتركة في مواجهة التحديات العالمية

تؤكد المملكة المتحدة وقطر التزامهما بتعزيز السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وخارجه، مع التركيز على الحوار والدبلوماسية والالتزام بالقانون الدولي. وقد حظيت جهود الوساطة التي بذلتها قطر في صراع غزة وإجلاء المواطنين البريطانيين من غزة وأفغانستان بإشادة كبيرة. وتدعو الدولتان إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وتسليم المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن، والتقدم نحو حل الدولتين، والتقدم نحو حل الدولتين مع دولة فلسطينية ذات سيادة.

كما سلطوا الضوء على جهود قطر في التوسط في المبادرات الإنسانية في أوكرانيا، ودعم سيادة أوكرانيا وحل النزاعات سلميًا. وتمتد شراكتهما إلى معالجة التحديات الإنسانية العالمية، بما في ذلك المساعدات المشتركة لغزة وسوريا والصومال، وبرامج التعليم التي يستفيد منها أكثر من 625000 طفل سوري.

وفي المستقبل، تهدف المملكة المتحدة وقطر إلى تعزيز القيادة العالمية في المساعدات الإنمائية، ومعالجة التحديات الصحية، والنهوض بالتعليم، ومعالجة الهجرة غير النظامية، وتعزيز حل النزاعات. وستدعم مبادراتهما المشتركة أهداف التنمية المستدامة، وبناء مجتمعات متسامحة، ومعالجة الأزمات العالمية على مدى العقد المقبل.

وقد التزمت المملكة المتحدة وقطر بمضاعفة مبادرة التمويل المشترك للتنمية إلى 100 مليون دولار، مع خطط لزيادات مستمرة لدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030. وستحدد فرقة العمل الوزارية في عام 2025 الأولويات الاستراتيجية وبرامج التمويل ومبادرات التنمية.

وستستفيد الشراكة من الخبرة المشتركة لمعالجة التحديات في المساعدات الإنسانية، والصحة العالمية، والتعليم، وبحوث التنفيذ. وسيعمل منتدى حل النزاعات والوساطة الجديد على جمع المفاوضين والمنظمات غير الحكومية لتعزيز القدرات في هذه المجالات، ومن المقرر عقد أول اجتماع له في عام 2025.

كما سيعمل البلدان على التنسيق بشكل وثيق بشأن القضايا الإقليمية، بما في ذلك الأراضي الفلسطينية المحتلة، والقرن الأفريقي، والسودان، وبنجلاديش، وسوريا، واليمن.

  1. تعزيز الاتصال

تحتفل المملكة المتحدة وقطر باتصالاتهما الثقافية والتعليمية المتنامية، والتي أبرزتها استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم 2022. وقد بلغ عدد الرعايا البريطانيين الذين يزورون الدوحة أو يقيمون عددا قياسيا بلغ 147 ألف مواطن. وعلى نحو مماثل، تظل المملكة المتحدة وجهة مفضلة للقطريين للعمل والدراسة والسياحة. ويرمز مهرجان المملكة المتحدة السنوي، الذي يستضيفه المجلس الثقافي البريطاني، إلى هذه الروابط القوية.

كما تهدف الدولتان إلى تعميق التعاون في الثقافة والتعليم والسياحة والصناعات الإبداعية. وقد تم إبرام اتفاقيات بين مؤسسات مثل جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة كرانفيلد، وجامعة أكسفورد للبحث والتدريب الهندسي وتبادل الدراسات العليا. كما ستتعاون متاحف قطر مع الكيانات المعنية في المملكة المتحدة لتعزيز الفرص المشتركة في الصناعات الإبداعية.

وستعمل وزارة التعليم والمجلس الثقافي البريطاني على توسيع شبكة خريجي المملكة المتحدة المزدهرة في قطر، والتي تضم أكثر من 1200 عضوا، مما يثري الروابط التعليمية والمهنية الثنائية.

الرؤية الاستراتيجية

يسعى الإطار إلى الارتقاء بالعلاقات بين المملكة المتحدة وقطر إلى شراكة حديثة ذات منفعة متبادلة. وهو يتماشى مع الأولويات المشتركة مثل الابتكار التكنولوجي والنمو المستدام والاستقرار العالمي مع تعزيز الروابط الدائمة بين شعبيهما. من خلال التركيز على حل المشكلات التعاونية والاستثمارات المشتركة، يضع الإطار خارطة طريق واضحة للعقد القادم من التعاون.

المصدر:

https://www.gov.uk/government/news/joint-statement-between-the-prime-minister-and-the-amir-of-the-state-of-qatar

اترك تعليقاً

أحدث المدونات

إطار عمل مستقبلي للارتقاء بالعلاقات بين المملكة المتحدة وقطر

9 ديسمبر 2024   وفقًا لمكتب رئيس الوزراء، ومقر رئاسة الوزراء في 10 داونينج ستريت، وعضو البرلمان السير كير ستارمر، المنشور في 4 ديسمبر 2024، وضعت المملكة المتحدة وقطر "إطار عمل مستقبلي" قوي لعلاقاتهما الثنائية خلال زيارة صاحب السمو أمير قطر إلى المملكة المتحدة. حيث استضافه رئيس الوزراء البريطاني في مقر رئاسة الوزراء في 10 […]

بين التيار الشعبي والحزب السياسي

د. وائل شديد استراتيجي وباحث لقد أضحى العمل الجماهيري والنقابي ومؤسسات المجتمع المدني من متطلبات العصر الحديث. ذلك أن الدولة بتركيبتها وهيكليتها لا تستطيع أن تغطي جميع المجالات فكان لا بد من وجود مؤسسات المجتمع المدني والنقابات لسد هذه الثغرة. ونظرا للتركيبة السياسية للدولة الحديثة فلا بد أيضا من وجود عمل سياسي يحاول أن يقوِم […]

تحديات تواجه المؤسسات الكبيرة في مرحلة النضج

د. وائل شديد 29 يوليو 2023   ملخص أن تحافظ المؤسسة على مستوى متقدم ليس أمرًا سهلاً، حيث تسعى المؤسسات الرائدة للوصول إلى هذا المستوى ومع ذلك، من الصعب البقاء فيه والاستمرار عليه. وإذا لم يتمكن نظام الحوكمة فيها من ضمان وجود قادة مؤهلين مناسبين لكل مرحلة من دورة حياة المؤسسة، فإن المؤسسة ستدخل في […]

أنظمة الحكم بين مطرقة القوى الخفية وسندان الدولة العميقة

د. وائل شديد باحث واستراتيجي 25/1/2021 لما كانت الدولة تتكون من أرض وشعب وحدود جغرافية، فإن لها أيضا ماكينة تحركها وتحكمها وتتعامل مع كل القضايا الجيوسياسية. الجيوسياسي يشمل كل الأبعاد كالسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها من المكونات الداخلية التي تتفاعل مع بعضها داخل الدولة. إلا أن هذه الماكينة التي تُحرك الدولة بكل أبعادها الجيوسياسية تتأثر […]
©2024. جميع الحقوق محفوظة. مركز القيادة والدبلوماسية
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram